عُقدت ورشة عمل "التخطيط والإدارة الاستراتيجية" لاتحاد الأناضول في فرع الموسياد في قيصري. وحضر الجزء الثاني من الفعالية ممثلون عن الجمعيات والمؤسسات الأعضاء في الاتحاد، وزارها كلٌّ من خلوصي أكار، رئيس لجنة الدفاع الوطني، والنائبة عن حزب العدالة والتنمية عائشة بوهورلر، ومحافظ قيصري غوكمن تشيشك، ورئيس بلدية قيصري الكبرى ممدوح بويوكيليج، ورئيس بلدية تالاس مصطفى يالتشين، ورئيس فرع حزب العدالة والتنمية في الولاية حسين أوك. وخلال حديثه خلال الزيارة، أشار المحافظ غوكمن تشيشك إلى الأحداث المؤلمة التي شهدتها قيصري في الماضي، والمعروفة باسم "أحداث قيصري"، مؤكدًا على أهمية الدعم الذي قدمه اتحاد الأناضول منذ بداية العملية. شكر تشيشيك رئيس اتحاد الأناضول، تورغاي ألديمير، قائلاً: "قدّم الاتحاد مساهماتٍ جليلةً لقيصري وتركيا للتغلب على هذه المرحلة". كما شكر تشيشيك ألديمير والنائبة عائشة بوهورلر، قائلاً إنه اطلع على الكتب التي أوصى بها، وإنّ الفكر الذي قدّمته هذه الكتب كان ذا أهمية بالغة في حل المشكلات الاجتماعية.
وفي حديثها خلال الزيارة، لفتت النائبة عائشة بوهورلر الانتباه إلى جهود الاتحاد لإبراز عمل المرأة، وقالت: "يعمل اتحاد الأناضول جنبًا إلى جنب مع النساء إلى حد كبير، وهو كيانٌ قيّمٌ للغاية في هذا الصدد". وأكدت بوهورلر أن الاتحاد يعمل بمبادئ عملٍ منهجيةٍ ومنتظمةٍ حتى في أوقات الأزمات، وأعربت عن تقديرها لتنظيمه، لا سيما خلال الزلزال.
وأشارت بوهورلر أيضًا إلى أن الاتحاد طرح مشاريعَ تتمحور حول الوحدة والتضامن في الجغرافيا الإسلامية، وأن هذا يُعدّ مساهمةً مهمةً في البنية الفكرية لتركيا. في ختام كلمته، أعرب عن سعادته بحضور ورشة العمل، كما أعرب عن ارتياحه لمشاركته في العديد من أنشطة الاتحاد.
وأخيرًا، أكد خلوصي أكار، رئيس لجنة الدفاع الوطني في جمعية TBMM، الذي ألقى الكلمة خلال الزيارة، على أهمية العمل والأنشطة المُنجزة، مُعربًا عن تقديره لعمل الاتحاد، وضرورة قيام جميع المنظمات غير الحكومية بمبادرات في قضايا التعليم والشباب والأسرة. وأكد أكار على ضرورة تعميق أنشطة المنظمات غير الحكومية وزيادة فعاليتها، مُؤكدًا على أهمية الوحدة والتضامن.
"الإخلاص والصدق أساس المجتمع المدني".
وأكد أكار، الذي قيّم الهيكل الإداري للمنظمات غير الحكومية في كلمته، على ضرورة اتباع نهج قائم على الخدمات، بعيدًا عن التوقعات السياسية. وقال أكار: "ثروتنا وممتلكاتنا ومكانتنا في الدنيا لا قيمة لها. المهم هو ما نُعدّه للآخرة"، مُلفتًا الانتباه إلى أهمية العمل بإخلاص وإخلاص في المنظمات غير الحكومية.
ومع ذلك، أشار أكار أيضًا إلى الفوضى في الهيكل التنظيمي للمنظمات غير الحكومية. أشار إلى أن العديد من المؤسسات والجمعيات تنخرط في أنشطة متشابهة، مما يُضعف الفعالية، وقال: "لا يمكن للهيئة استيعاب هذا التنوع. الوحدة والتضامن أمرٌ لا بد منه، وخاصةً في المنظمات غير الحكومية. يجب أن نُمارس أنشطتنا بطريقة أعمق وأكثر فعالية".
"معوقات المجتمع المدني: الغطرسة والحسد واللامبالاة"
في كلمته، أشار أكار أيضًا إلى المشكلات الرئيسية التي تواجهها المنظمات غير الحكومية، وحدد ثلاثة عوامل مهمة كمصدر للانقسامات: الغطرسة والحسد واللامبالاة. وأكد أكار على ضرورة العمل نحو هدف مشترك من خلال التخلص من هذه العوامل، قائلاً: "يجب أن نعمل من أجل هذا الوطن، ومن أجل هذه الأمة، ومن أجل الإنسانية بقلبٍ نقي".
وأكد أكار على أهمية إيلاء تربية الأسرة والطفل، وهما أساس المجتمع، أهمية خاصة، وقال إن التوجهات العالمية تستهدف بنية الأسرة، ويجب إدراك ذلك. وشدد على أهمية تقييم التاريخ من منظور صحيح، قائلاً: "من يحتقر تاريخه يحمل كيسًا حول أعناقهم".
أكد تورغاي ألديمير، رئيس مجلس إدارة اتحاد الأناضول، في إحاطته الموجزة للزوار، على أهمية التكاتف لبناء مستقبل تركيا كدولة اتحادية، وذكر أنهم يقدمون دورات تدريبية للأطفال والشباب، وللتعليم والمعلمين، وللأسرة والمرأة، وأن كل مؤسسة تولي أهمية للحساسية الاجتماعية والتعاون والوعي بأهمية الوحدة الوطنية في المنطقة التي تقع فيها. كما قدم معلومات عن مهمة مراكز الأناضول الثقافية التي افتُتحت في المنطقة الآمنة قبل الثورة السورية، والمراكز التي ستُفتتح في حلب ودمشق وغيرها من الأماكن التي تُعتبر ضرورية بعد الثورة. وأعرب عن ارتياحه للزيارة وشكر الزوار. وفي ختام الزيارة، تم تقديم لوحة تذكارية.